جامع السليمية (بالتركية: Selimiye Camii) هو جامع يقع في أدرنة في تركيا
أنشئ الجامع بأمر من السلطان سليم الثاني ونفذ بناؤه المعماري العثماني الأشهر سنان آغا (معمار سنان)، ويعتبرأعظم أعماله المعمارية.
يُعد جامع السليمية نموذجا لعمارة المهندس العثماني الشهير معمار سنان المتميزة والثرية، وصل سنان إلى القمة في عالم البناء والتشييد في جامع السليمية الذي يعد أعظم ما بني حسب رأي خبراء العمارة. وقد شيده بناء على أمر من السلطان سليم الثاني الذي خلف والده السلطان سليمان القانوني في حكم الدولة العثمانية. والمجمع عبارة عن جامع ومدرسة ودار للقراء ودار للحديث.
اختار معمار سنان أعلى ربوة في أدرنة ليقيم عليها الجامع بحيث يمكن مشاهدته من أنحاء المدينة، وبدأ معمار سنان في بنائه سنة «976هـ – 1568 م»، وكان عمره آنذاك أربعة وثمانين عاما، وانتهى منه بعد ست سنوات.
غطى معمار سنان المكان كله في الجامع بقبة واحدة قطرها 31.5 مترا دون اللجوء إلى أنصاف القباب التي كان قد استخدمها من قبل في جامع شاهزاده وجامع السليمانية. وارتكزت القبة إلى قاعدة مثمنة محمولة على ثماني دعامات قوية، وهذا ما نلاحظه من رحابة في المكان وارتفاع في القبة.
لا يزال جامع السليمية الذي بناه المعماري العثماني الشهير سنان في أواخر عمره، تحفة معمارية تدهش مهندسي العصر بجمالها، وعظمتها الفريدة التي امتدت على مر العصور الماضية وكأنها شُيدت بالأمس.
واكتسب الجامع المزيد من الشهرة العالمية بعد أن أنضم عام 2011 إلى منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والفنون (اليونسكو) إلى قائمة التراث الثقافي، ليتحول إلى صرح ثقافي ومعماري عالمي بعد أن كان حجر الأساس في فن العمارة الإسلامية والتركية.
وترتفع قبة جامع السليمية بعلو 43 متراً ويبلغ قطرها 32 متراً. ويعتبرها مهندسون حديثون إعجازاً في فن العمارة، علماً أن البعض يقول إن “المعماري سنان صممها لتحدي قبة كنيسة آيا صوفيا”.
ويستقطب الجامع، المقسم إلى ثلاثة مواقع تضم باحتين وحرماً، اهتمام الأتراك والسياح، كونه تحفة يصفها الأتراك بأنها “أشهر آثار تاريخ العمارة، وأهم التحف المعمارية في عصر الدولة العثمانية”،
ويأخذ الجامع شكل قبة كبيرة ، وتتخذ مآذنه شكل الرماح يبلغ ارتفاعها 85 مترا، وهي ثاني أعلى مآذن العالم ارتفاعا بعد مأذنة “قطب منار” في نيودلهي بالهند، ويتميز بالخزف الملون الذي يزينه، ومنبره ذي الباب الرخامي.
ويعد بناء الجامع ما يشبه المعجزة، بالنظر إلى تقنيات البناء التي كانت متوافرة في العصر الذي تم البناء فيه، لذا فإنه يواصل حتى يومنا هذا إثارة الدهشة في عقول الباحثين الذين يزورونه للتعمق أكثر في هندسته المعمارية.
تاريخ إنشاء الجامع
عقب فتح السلطان العثماني سليم الثاني جزيرة قبرص، أراد بناء جامع يخلد ذكراه كدأب أجداده من قبله، لكنه خشي إن أنشأه في إسطنبول ألا يكون ذا شأن، خاصة مع وجود جامع السليمانية، لذا وقع الاختيار على أدرنة لكونها عاصمة الخلافة القديمة.
وأوكل السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني مهمة بناء الجامع إلى المعماري سنان، أشهر مهندسي العمارة في الدولة العثمانية، والذي بنى الجامع وهو في الثمانين من عمره.
واختار المعمار سنان موقع بناء الجامع بحيث يتوسط قلب مدينة أدرنة، أول عاصمة اتخذت للخلافة العثمانية، حيث يمكن حاليا لكل زوار المدينة رؤية الجامع من أطرافها الأربعة، وهو على ارتفاع ناهز ثلاثين مترا وبمساحة تقدر بنحو 1600 م2.
ومن أهم مزايا جامع “السليمية” موقعه الذي يشاهد من كافة أنحاء المدينة، والمآذن الأربع التي تحيط به، وتزينه بالرخام والخشب والصدف الذي يلفت الأنظار.
وينقسم جامع “السليمية” إلى ثلاثة أقسام رئيسية: باحتين وحرم الجامع، إضافة إلى مقبرة صغيرة خاصة بعدد من علماء وموظفي الدولة في ذلك الوقت.
وتتوسط داخله شرفة صغيرة هي مكان لوقوف المؤذنين، أو كما عرفت سابقا بمحفل المؤذنين.
كما زينت جدران الجامع بلوحات خط تعود لمختلف عصور الدولة.
وللجامع مكانة خاصة في قلوب الأتراك والمسلمين، وإضافة إلى كونه تحفة معمارية وله دلالة تاريخية كبيرة، فهو أيضا مقصد سياحي يتقاطر عليه الزوار للوقوف على واحد من أشهر آثار تاريخ هذه الأرض، ومن أبهى التحف المعمارية التي شيدت إبان خلافة العثمانيين.