جامع شاه زاده في إسطنبول

يقع جامع شاه زاده في منطقة الفاتح على الشارع الذي يربط بين بايزيد وأدرنه كابي، في نقطة تطلّ على كلّ شبه جزيرة إسطنبول التاريخيّة، وعلى وجه الدقّة فإنّ المسجد يقع مقابل مبنى بلدية إسطنبول الكبرى بين قلعة الفاتح وقلعة بايزيد.

وكانت أعمال إنشاء جامع شاهزاده قد بدأت عام 1543م، وتمّ افتتاحه للعبادة عام 1548م.

إذا دخلتم المسجد يطالعكم منظر مهيب بعيد عن التعقيد، حيث يعتبر الجامع أول جامع مبني على أساس تناظريّ ثنائيّ المحاور، ومن حيث الحجم فإنّ المسجد لا يعتبر من المساجد التي تلفت النظر من حيث كبر حجمها نسبيّاً، إلّا أنّه يمتاز بعمارة بديعة بحقّ.

أمّا فناؤه الداخليّ فهو محاطٌ برواق يحدّه اثنا عشر عموداً تحمل ست عشرة قبّة، ويحوي الفناء على ميضأة في منتصفه.

أمر ببنائه السلطان سليمان القانوني تكريًما لذكرى ابنه شاهزاده (الأمير) “محمد بن سليمان القانوني” الذي توفي في عمر 22 عاما، وهو ما نفذه المهندس العثماني معمار سنان ببراعة ، وصنع منه تحفة معمارية ، اُعتُبرت اتجاها جديدا في فن العمارة العثمانية.
يُعرف الجامع باسم “جامع شاهزاده” (بالتركية: Şehzade Camii)‏، حيث “شاهزاده” هو لقب حصري يُعطى لكل ابن ذكر من أبناء الملك أو السلطان أو الخليفة العثماني، وهي كلمة فارسية تعني بالعربية “ابن الملك”.

بُني جامع شاهزاده لذكرى ابنه الأكبر شاه زاد محمد، الذي مات بمرض الجدري
وقد كانت مَهمة بناء هذا المسجد هي المهمة الأولى التي كُلف بها المعماري الملكي سنان آغا

يَعتبر بعض المؤرخين هذا المسجد التحفة الأولى من تحف المعماري سنان آغا.

فيما بعد قام المعماري سنان بتقييم ما بناه فقال: “جامع الشاهزاده هو أثري في عهد التدريب، وجامع السليمانية أثري في عهد الإشراف أي عندما أصبح “مشرفا على البنائين”، وجامع السليمية بمدينة أدرنة هي أثري عندما أصبحت أسطة”. إذن جامع الشاهزادة كان الخطوة الأولى للأوابد الأثرية الثلاثة للمعمار سنان