جامع العرب “بالتركية ( Arap Camii) وهو جامع يقع في اسطنبول الاوربية من الجهة المقابلة لاسطنبول القديمة وتحت برج غلاطة يقع بمنطقة بايوغلو على خليج القرن الذهبي.وهو المسجد الوحيد بتركيا الذي يأخذ طابع العمارة الاسلامية الأموية.
تشبه مئذنته المربعة مآذن الجامع الأموي بدمشق و مآذن الأندلس والمغرب العربي، ولا يوجد بالمسجد قبة فسطحه منبسط ومستطيل الشكل
الجامع مصمّم على شكل مستطيل، ويقف على 22 عامود خشبي، وله منارة واحدة ومكون من ثلاثة طوابق. منبره من الرخام وجدرانه من القرميد والحجر. كان اسم الجامع مسجد مسلمة نسبة للقائد العسكري الأموي مسلمة بن عبد الملك,رحمه الله و هو الذي أمر ببناء المسجد.وذلك أثناء حصاره للقسطنطينية سنة 98هـ/ 716م .
من بلاد الأناضول (تركيا) إلى داغستان وأرمينيا وجورجيا وأذربيجان وروسيا والعراق، لمسلمة بن عبدالملك بصمةٌ في كلّ هذه البلاد. كان مسلمة بن عبدالملك أحد أبرز القادة العسكريين في الدولة الأموية.
لما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة أخذ يجهز الجيوش للسير إلى القسطنطينية، وخرجت الحملة بالفعل بقيادة أخيه مسلمة بن عبد الملك في أسطول كبير ألف وثمانمائة سفينة- ومعه مائة وعشرون ألف مقاتل، وتوجه نحو المدينة العتيقة سنة 98هـ/ 716م ليبدأ الحصار.
الذي استمر عامين. ويرجع فشل هذا الحصار إلى العديد من الأسباب: قسوة الظروف الطبيعية -المناخ، و وفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك و قلة التموين و الامراض التي اصابت الجنود و منعة أسوارالقسطنطينية وموقعها .
ولقد انتهى هذا الحصار عندما كتب الخليفة الجديد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى مسلمة -وهو بأرض الروم- يأمره بالعودة .
و كانت الإمبراطورية البيزنطية هي العدوّ اللدود للدولة الأمويّة وعاصمتها دمشق، ولذلك فإنّ الحروب بين الدول الإسلامية المتعاقبة والدولة البيزنطية لم تتوقّف عبر القرون، وكذلك محاولات فتح القسطنطينية -عاصمة البيزنطيين- لم تتوقّف منذ احتكاك الدولة الإسلامية بالدولة البيزنطية، وحتّى فتحها عام 1453 على يد محمد الفاتح رحمه الله .
يعود اعادة بناء المسجد إلى عام 1577م في عهد السلطان محمد الثاني والذي استبناه على انقاض الكنيسة مهجورة وثم في عهد السلطان بايزيد الثاني سلم المسجد للاجئين الأندلسيين عام 1590م تقريبا الذين كانوا هاربين بطش الغزو الأوربي بعد سقوط الأندلس.