مسجد تقسيم ,بالتركية: (Taksim Camii) هو مسجد يُطل على ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول في تركيا جرى افتتاحه في 2021، بدأت أعمال البناء في 17 فبراير 2017 واستمرت لمدة أربع سنوات. افتُتح المسجد بعد صلاة يوم الجمعة 28 مايو 2021 بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أقيمت صلاة الجمعة الأولى في المسجد ورفع أول أذان فيه بحضور آلاف المصلين الذين ملؤوا المسجد وساحة تقسيم الشهيرة.
تاريخه:
كان مخطط مسجد ميدان تقسيم قيد الإعداد منذ عام 1952، حيث تأسست «جمعية بناء مسجد تقسيم ورعايته» بهدف بناء مسجد في ساحة تقسيم، لكنها أغلقت بعد انقلاب 1980 في تركيا. وأوقف مجلس الدولة مشروع مسجد تقسيم عام 1983 مبررًا ذلك أنه (لا يخدم المصلحة العامة).
ظل مسجد تقسيم على جدول أعمال حكومتي توركوت أوزال في الثمانينيات ونجم الدين أربكان في عام 1996. لكن اعترضت إحدى المحاكم على بناء المسجد بحجة أنه سيكون ضد المصلحة العامة، كما اشتعلت موجة من الاحتجاجات في عام 2013. وفي يناير 2017 وافق مجلس الحفاظ على الآثار الثقافية على بناء المسجد، وبالتالي أُزيلت آخر عقبة أمام بناء المسجد. كان الرئيس رجب طيب أردوغان قد دافع عن قضية بناء المسجد منذ أن أصبح عمدة إسطنبول عام 1994. وتعود ملكية الأرض التي أقيم عليها المسجد حالياً للمديرية العامة للمؤسسات.
حيث شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح “مسجد تقسيم” المطل على ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول بحضور عدد كبير من المسؤولين الأتراك وحشد من المصلين، وقال أردوغان -عقب أداء أول صلاة جمعة بالمسجد- “إن مسجد تقسيم هدية لإسطنبول في الذكرى الـ568 لفتحها”. معتبرا أن المسجد “بات يتبوأ مكانته المرموقة بين معالم المدينة”، معربا عن أمله بأن” يجلب مسجد تقسيم الخير لإسطنبول وتركيا والعالم الإسلامي”.
منطقة تقسيم وما حولها فيها عدد من الكنائس، لأن المسيحيين كانوا يقطنون فيها أيام الدولة العثمانية، ولكن ديمغرافية المنطقة تغيرت تماما ولم تعد منطقة ذات أغلبية مسيحية. وتوجد بالقرب من الميدان مساجد صغيرة، إلا أنها لا تتسع للمصلين في صلاة الجمعة، ويضطر الناس أن يفرشوا سجاداتهم على الطرقات لأداء صلواتهم، كما أن إقبال السياح العرب والمسلمين على زيارة تلك المنطقة السياحية ازداد في السنوات الأخيرة، ما يعني أن هناك حاجة ماسة لبناء مسجد يليق بهذا الجزء الشهير من مدينة إسطنبول.
التصميم:
أنهت شركة “فين يابي زسور يابي” التركية، بشكل كامل، أعمال بناء مسجد ساحة تقسيم الشهيرة في ولاية إسطنبول.
وبدأت أعمال إنشاء المسجد عام 2017، بتوقيع المهندسين المعماريين التركيين، شفيق بيرقية، وسليم دالامان.
على طراز فن العمارة الزًخرفي، ويتربع المسجد على مساحة قدرها 2.5 دنم، فيما يصل ارتفاع قبته الرئيسية إلى 33 مترا و يبلغ قطرها 28 مترا ، وطول مئذنته 65 مترا، ويتسع لـ4 آلاف مصل في أقسامه المفتوحة والمغلقة.
يضم موقفا خاصا لسيارات المصلين يتألف من 3 طوابق تحت الأرض ويتسع لـ 165 سيارة.
. ويضم المسجد قاعة للمؤتمرات والمعارض أيضا”
لماذا تمت عرقلة مسجد في منطقة تقسيم لمدة خمسة عقود؟ لأن القوى العلمانية المتطرفة ترى ميدان تقسيم وما حوله كمنطقة محررة، وتعتبر بناء مسجد يمثل الهوية الإسلامية في تلك المنطقة اعتداء على هويتها العلمانية. كما أن ميدان تقسيم الذي يتوسطه تمثال أتاتورك تقدسه المجموعات اليسارية المتطرفة، وتصر على تنظيم الاحتفالات الخاصة بيوم العمال العالمي في ذاك الميدان الذي شهد أحداثا دموية في الأول من شهر مايو / أيار عام ١٩٧٧ راح ضحيتها ٣٤ شخصا، بالإضافة إلى ١٣٦ آخرين. وكان رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، لفت إلى هذا التقديس، وقال في تصريحات أدلى بها قبيل يوم العمال العالمي عام ٢٠١٥ دعما للجنة تنظيم فعاليات ١ مايو / أيار، إن “مكانة ميدان تقسيم لدى العمال كمكانة الكعبة لدى المسلمين”.
مسجد تقسيم، مثل الحجاب، من المعارك التي خاضها الأتراك المتدينون لمدة طويلة من أجل حرية العبادة، وهو انتصار ضد تسلط العلمانية المتطرفة التي تعادي كل ما يمت للإسلام بصلة، في بلد تصل نسبة المسلمين فيه حوالي 99 بالمائة، ومؤشر آخر لتضييق الهوة بين المواطنين وصناع القرار في البلاد.